لا يمكن أن يكشف وجه الثورة الجزائرية إلا من 
رأى إنسانا جزائريا 
ولا يمكن أن يعرف طبيعة الثورة إلا من تكلم او 
دخل حوارا مع جزائري او جزائرية.. 
إن كل محاولة لفهم الثورة الجزائرية من بعيد 
تبقى محاولة نظرية أو ذهنية كبعض أشكال الرسم التجريدي
أو بعض أشكال الحب العذري وأنا لم أخرج من مرحلة
الحب العذري الجزائري
إلا في نيسان الماضي حين وطات قدماي للمرة 
الأولى أرض الجزائر.. 

.صحيح ان الجزائر كانت قصيدة مرسومة باأكواريوم 
في مخيلتنا
وكانت ثورتها لؤلؤة تتوهج في قلب كل مثقف عربي وبين 
أصابعه
ولكن كل ما كتبناه عن (ليلى الجزائرية) كان على 
عدوبته وبراءته وصدقه شبيها بما كتبه جميل بثينة 
في لحظة من لحظات العشق الكبير..ومع 
إحترامي للعشاق العدريين
ولدموعهم وصباباتهم وأشواقهم أحسست بعد أن رأيت 
الجزائر أنها أكبر من جميع عشاقها
وأعظم من جميع ما كتب عنها..ولا أدري لمادا 
شعرت وأنا أقف على شرفة غرفتي في الفندق
والميناء تحتي مهرجان من الضوء والماء والجواهر 
برغبة طاغية في البكاء أو الإعتدارمن ’’ حي القصبة’’ 
بأزقته الضيقة وسلالمه الحجرية ومنازله الخشبية 
التي تخبئ البطولات فيها كما يختبئ الكحل في العين السوداء.